من قتــل سعد حلاوة ؟
سعد إدريس حلاوة.. حكاية شاب مصري قتله النظام شر قتلة؟؟ وكلمة السر.. التطبيع!
الاسم يمكن يكون غريب ع ودانكم مش كتير سمعه عنه لكن الحكايه عن شاب مجنون.. بحب مصر..!
٢٦ مارس سنة١٩٧٩ وهو اليوم اللي وقعت فيه مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل. واللي تزامن مع زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس سنة ١٩٧٧ .
ولو كنت واحد من المؤيدين للرئيس السادات في الخطوة دي سواء وقتها او دلوقت .. ده مش معناه انك تتجاهل ملايين من المصريين والعرب اللي كانوا معارضين للفكرة.. اللي اطلق عليها فيما بعد مصطلح تطبيع
توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل كان له بعض الإيجابيات في نظر السادات والحكومة.. والمؤيدين للصلح مع إسرائيل.. لكن برده كان له نتايج سلبيه واهوال كتير طالت حتى الرئيس السادات نفسه فيما بعد .. لكن تفاقم الازمة الحقيقي كان في صباح يوم ٢٤ فبراير ١٩٨٠ لما أقر الرئيس السادات اعتماد أوراق ٣ من السفراء كان من بينهم السفير إلاسرائيلي الياهو بن اليسار واللي استقبله في قصر عابدين عشان يستعد لبدء مراسم توقيع اعتماده كأول سفير مصري تطيئ قدميه ارض مصر.
اتجه الياهو بن اليسار هو وموكب دبلوماسي اسرائيلي لمنطقة الدقي مقر السفارة الإسرائيلية لكن الأجواء في الدقي كانت مشحونه بالحزن والاسي واستقبل سكان المنطقه وجيران السفارة رفع علم إسرائيل بالدموع والصراخ.
في جانب اخر وتحديدا في قرية اجهور بالدقهلية كان في شاب مصري حاول أن يعلن عن رفضة التطبيع وهو
سعد إدريس حلاوة اول من أعلن عن رفضة السلام مع إسرائيل بعملية مسلحة راح ضحيتها.
سعد من مواليد ٢ مارس سنة ١٩٤٧ في قرية اجهور بالدقهلية اتولد لأسرة ميسورة الحال وعمه كان عمدة القرية سعد عاش أوجاع الحروب وكان شاهد ع جرائم اسرائيل في بحر البقر وابو زعبل وغيرها وصولا لنصر اكتوبر واللي اعتبره رد اعتبار للي جنته إسرائيل في حق العرب ومصر.. ومكانش يتوقع ابدا ان ممكن يكون في صلح يوما ما.
لحد مااعلنت الاخبار عن استعداد السادات استقبال اول سفير لدولة إسرائيل في مصر هنا قرر سعد انه يعترض لكن بطريقته الخاصة.. خرج من بيته ع موتوسيكل كان بيقوده صاحبه سليمان عبد العزيز ووصل للوحده المحلية لقرية اجهور وهو بيحمل شنطه قال ان فيها بضايع من بورسعيد عايز يدخل يبيعها للموظفين وبيستاذن سكرتير المجلس المحلي للقرية انه يسمحله بالدخول.
دخل سعد حلاوه لمقر المجلس ووصل للدور التالت وبدأ الموظفين يتجمهروا حواليه عشان يتفرجوا ع البضاعه اللي معاه وبعدين استأذن ودخل الحمام وخد معاه الشنطه وثواني وخرج وهو شايل رشاش وموجهه ناحية الموظفين وبيعلن احتجازه لعشر رهاين من كبار الموظفين بالمجلس لحين طرد السفير الاسرائيلي من مصر ولو ماستجابش السادات لمطلبه هيقتل الرهاين وبعدين هيقتل نفسه وراح بعدها شغل ميكرفون الاذاعه المحلية الموجود بالوحدة ع خطب عبد الناصر و اغاني عبد الحليم حافظ الوطنيه.
الخبر وصل مصر سريعا وأمر السادات وزير الداخلية وقتها اللواء النبوي اسماعيل انه يتعامل مع الموضوع وينهيه فورا وبالفعل اتجهت قوة امنيه بقيادة وزير الداخليه ورجال المباحث والشرطه الي مقر الوحده باجهور وبدات المفاوضات مع سعد لتسليم نفسه لكنه رفض وأصر ع موقفه ولما لاقو ان مفيش فايده من الكلام معاه استدعت قوات الأمن أفراد من أسرته في محاوله لاستعطافه عشان يفرج عن الرهاين ويسلم نفسه وده تم عن طريق استغلال والدته في المفاوضات لكنه رفض وقالها روحي ياأمي واعتبريني شهيد وبعديها جه دور جوز خالته واللي كان عضو في الحزب الوطني لكن سعد برده رفض وقاله طبعا لازم تعمل كده مانت من حزب البصمجية.. المفاوضات استمرت مع سعد لحد صباح يوم ٢٦ فبراير بعدها صدر امر بالاقتحام كانت نتيجته ان سعد وقع ع الارض وهو مصاب وبدأ بعض المحتجزين يصرخوا ويستنجدوا بالشرطة علشان تلحقه لحد ماتدخل احد افراد الأمن وأطلق علية رصاصة الموت!! للأسف حكاية سعد مخلصتش لحد هنا لكن للأسف كان ليها بقية مخزيه ونهاية اكتر اسفا.
بعد موت سعد بدأت تحقيقات النيابة مع عدد من أفراد أسرته كان من ضمنهم اخوه عبد الرحمن اللي قال في التحقيقات ان سعد كان مجنون!! وعنده عقد نفسيه بسبب فشله في الدراسة وعمله كمزارع ع عكس بقيت اخواته وطبعا أقواله كانت صيد ثمين لبعض الجرائد اللي أعلنت في مانشيتات صحفيه عن المعتوه اللي احتجز مواطنين تحت تهديد السلاح!! كلام عبد الرحمن عن اخوه سعد كان وصمة عار ع جبينه خصوصا بعد ماتم تكذيبه من باقي افراد اسرته والجيران وحتى الرهاين اللي كان محتجزهم.
مأساة سعد حلاوة مخلصتش بموته لكنها طالت حتى عمه الحفناوي حلاوة عمدة باجهور اللي تم فصله من العمودية بعد الحادث ورفضت الاجهزه الإدارية اي تدخل لعودته.. وفي ٢٦ ديسمبر ١٩٨٢ اقرت النيابه بإغلاق القضية ورفض إقامة دعوه جنائيه.. والسبب عدم معرفة او الوصول لفرد الأمن اللي اطلق الرصاص ع سعد وهو مصاب وتسبب في إنهاء حياتة .
ولو امعنا النظر في قضية سعد حلاوة الشاب المصري البسيط اللي رفض التطبيع مع إسرائيل هنلاقي ان مبرره في استخدام العنف او الهمجية ده راجع لكونه شاب كروي ساذج فكر في طريقة يعبر بيها عن رفضه والحقيقه انه مكانش في نيته استخدام العنف من الأساس والدليل.. تحقيقان النيابة مع المحتجزين اللي اقروا قيها انه كان بيعاملهم بمنتهى اللطف واغلب الوقت كان قاعد يهزر ويتكلم معاهم وان الشنطه اللي كان حاطط فيها الرشاش هي نفسها اللي كان موجود جواها بسكوت وسندوتشات وبرتقان وشاي وسكر وسبرتاية
وكان بيقدم لهم الاكل والفاكهة كل شويه ٠ودي مش تصرفات شخص عنده نية القتل او حتى جاد في تهديدات.. كمان الموظفين اللي كان محتجزهم اجزمه انه وقت الاقتحام لما بدأت الشرطة تطلق النار ع المكان كان بيجري يطمن عليهم ٠وكان خايف يكون حد منهم اتصاب او حصله حاجه رغم انه كان ممكن يستخدمهم كدروع بشرية لحمايتة.
حكاية سعد إدريس حلاوة مكانش لها الحظ في الصيت ولا الإعلام اهتم وقتها ببروزة صورة شاب كروي بسيط قرر يعترض ع رفع علم إسرائيل على أرض مصر يمكن لان مكانش عنده حكمه دبلوماسية او دهاء سياسي فقرر يتعامل بفطرته.
حكاية سعد إدريس حلاوة كان لها صدى عربي كبير وكثيرين التفوا حول الشهيد البطل اللي حارب إسرائيل وكسر حالة السكون والصمت بمدفع رشاش مستخدمش منه ولا طلقه!! هقرا لحضراتكم جزء من رثاء الشاعر العربي الكبير نزار قباني في البطل سعد إدريس حلاوة
جمجمة مصرية كانت بحجم الكبرياء وحجم الكرة الأرضية.. أنه خنجر سليمان الحلبى المسافر قي رئتى الجنرال كليبر.
هو كلام مصر الممنوعة من الكلام..
وصحافة مصر التي لا تصدر
وكتاب مصر الذين لا يكتبون
وطلاب مصر الذين لا يتظاهرون
ودموع مصر الممنوعة من الانحدار وأحزانها الممنوعة من الانفجار
التعليقات على الموضوع