محمود امين سليمان.. السفاح اللي تحدي السلطة والنظام واتسبب في تأميم الصحافة المصرية!!
في واحده من اهم قضايا الرأي العام في الستينات يأتي اسم محمود امين سليمان واحد من اخطر عتاة الإجرام في سجلات الشرطة المصرية والمعروف بأسم سفاح اسكندرية اتعملت عنه افلام كتير زي اللص والكلاب لنجيب محفوظ وفيلم الهروب للمخرج عاطف الطيب كلها افلام استلهمت من حكاية السفاح محمود امين سليمان.. لكن حقيقة البطل اختلفت في الواقع عن السينما.. محمود امين سليمان مكانش عنده دوافع للجرايم اللي كان بيرتكبها من سرقه وقتل وترويع.. ولو رجعنا لملفات تحقيقات القضية في الستينات هنكتشف من التحريات واقوال الشهود غرابة شخصية وطباع محمود سليمان اللي معظمها يثير للشك والريبه من تصرفاته.
والتحول الغريب في شخصيته من لص خفي في شوارع اسكندرية لقاتل محترف في ميادين القاهرة طب ايه السبب؟؟! لو رجعنا لأقوال السيد محمود امين سليمان والد اللص محمود امين سليمان اللي حكي فيها عن مغامرة ابنه في فلسطين سنة ١٩٤٨ لما مرات خاله اليهوديه اتخطفت من عصابات يهودية في حيفا فقرر محمود وكان وقتها عمره ١٨ سنه انه هيسافر ويفك اسرها ويرجعها.
وعمل كده فعلا بشهادة والده ونقل مرات خاله طرابلس بعد ماحررها من ايدين اليهود لحد هنا انت بتسمع حكاية شاب مصري بطل قرر يرمي نفسه في النار عشان ينقذ واحده من عيلته لكن لما تسمع بقية شهادة والدة هتغير رايك.. اللي حصل بعد كده ان فوزي القاوقجي قائد الجيش اللبناني في الوقت ده لما سمع بطولة محمود امين سليمان اختاره للتدريب ع السلاح مع فرق الجيش اللبناني وسافر محمود بيروت فعلا لكن مع أول أيام وصوله اتورط في قضية سرقة بيت جميل الخطيب قائد الكتيبة بتاعته في بيروت واتحكم عليه بالسجن ٤ سنين ورجع مصر بعدها.. وبعد رجوعه مصر استقر في اسكندريه وكان قرر خلاص انه هيمشي في طريق الإجرام فبدأ يسرق فيلل الاغنياء هناك ومع محاولات كر وفر مع الحكومه كان بينجح في الهروب وده كان بيديله ثقه اكتر في نفسه وبيتغر بفكرة انه عرف يضحك ع الشرطه.. فا بدأ يتوسع في جرائم السرقة وينزل القاهرة ويختار بيوت اعلام المجتمع والمشاهير ويسرقها زي ام كلثوم والشاعر احمد شوقي وطبعا كان بيفرح بمانشيتات الجرايد اللي كانت بعنوان البحث عن اللص الهارب.
وذي ماوراء كل عظيم امراءه من الممكن برده يكون وراء كل وضيع امراءة.. والمرأه في حكاية سفاح اسكندرية كان اسمها نوال عبد الرؤوف وهي مراته التانية وأم عياله اللي كان بيشك في سلوكها طول الوقت ومع كل الناس بسبب حبه وغيرته الشديده عليها فكان دايما بيعتدي عليها بالضرب فقررت نوال الانتقام.. ومن هنا بدأت النهاية واتحول محمود من لص خفي لسفاح آشر .
اللي حصل ان محمود وقع في قبضة البوليس في واحده من سرقاته واتحط في السجن تمهيدا لمحاكمته بعد ماتوجه له تهم سرقة ٥٨ منزل مابين القاهرة واسكندرية ومحافظات تانية لكن محمود قدر يهرب بعد ماعرف ان نوال رفعت عليه قضية طلاق وسافر اسكندرية عشان ينتقم منها ويقتلها هي وبدر الدين أيوب المحامي بتاعها لانه كان متوهم انها ع علاقه معاه .
وفعلا وصل للمحامي اللي كان ع صله بيه لانه كان كلفه عشان يترافع عن مراته نوال في قضيه سابقه لكن المحامي قدر يهرب قبل مايقتله فراح لبيت مقاول صديق للمحامي عشان يعرف مكانه ولما رفض يقوله ضرب عليه نار وإصابة وهرب وبعدها وصل لمراته نوال وضرب عليها ٦ رصاصات لكنها مااصابتهاش وأصابت صاحب البيت اللي كانت ساكنه فيه واللي كان معتقد برده انها ع علاقه معاه وهرب برده..ورغم تضييق الخناق عليه من الشرطه الا انه كان بيستمتع بلعبة القط والفار مع السلطات ففي واحده من مغامراته ركب تاكسي في اسكندريه وفي الطريق طلع للسواق صورته في الجرنال وقاله تعرف مين ده اترعب السواق وكان هيغمي عليه.. فقاله ده انا وطلع من جيبه رساله وقاله يوصلها للعقيد محمد البشبيشي مفتش المباحث ونزل من التاكسي.
وساب وراه رساله عثروا عليها في بيته بعد مقتله كانت مرسله لصحيفة الاهرام.. فبتاريخ 12 أبريل ذكرت «الأهرام» أنه كتب الرسالة فى كراسة مدرسية بعد مااختار لها عنوان.. محمود أمين يتكلم بعد صمت طويل ويخص الأهرام بهذه الرسالة وطلب نشر رسالته الموجهة إلى رئيس تحرير الصحيفة وقتها محمد حسنين هيكل
وحكى فيها قصته من وجهة نظره ولكن الأهرام اكتشفت بعد نشر رسائل اللص القاتل مجمعة أن جانبا منها عبارة عن نص مسروق من كتاب «أم النبى» للأديبة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ فعلقت «الأهرام « انه لص حتى فى كتاباته .. وهنا بتاكد انك كنت امام حاله إجراميه فريده من نوعها سفاح ولكن ... مثقف وذكي ومغامر ويمتلك روح التحدي اللي خليته في صراع مستمر مع الشرطه وموهبته في التخفي فيظهر بمظهر الثرى اللبنانى ويتكلم باللهجة اللبنانية مره ومره تانيه يشتغل بالتجارة ويشتري ورشة موبيليا .
وآخر مشروع له كان محل بقالة بشارع جامع جركس وباعه قبل القبض عليه بأربعة أيام. حتى في إجادته لوسائل الهرب.. فقدر يهرب من حراسه أكثر من 5 مرات.. وبرغم نزول تتر نهاية السفاح محمود امين سليمان الا انه حتي وبعد موته كان مصدر قلق.. فبعد موت محمود خرجت الجرايد بمانشيت رئيسي بيقول مات السفاح وتحته مباشرة مانشيت اخر من غير فواصل بيقول عبد الناصر في زيارة لباكستان.. فأصبح المانشيت الرئيسي لواحده من اكبر الصحف المصرية هو مات السفاح.. عبد الناصر في زيارة لباكستان ! رد فعل عبد الناصر ع الخبر كان غاضب جدا وعليه أصدر قرار بتأميم الصحافه المصرية.
التعليقات على الموضوع