حكيم وناصر | سنوات الحب والحرب .. والصراع على السلطة

 


إعداد/ سارة سامي

حكيم وناصر.. صداقة انقلبت عداوة وكلمة السر.. الصراع ع السلطة

كيف تجرع الرجل الثاني في نظام عبدالناصر.. سم الهزيمة"

في السياسة لايوجد عدو دائم او صديق دائم.. هناك مصالح دائمه" ونستون تشرشل


دي المقولة اللي اتطبقت حرفيا علي علاقة الزعيم عبد الناصر و المشير عبد الحكيم عامر.. صداقة طويلة بدأت من الكلية الحربية وانتهت بنكسة يونيو ١٩٦٧..


 سنوات من الحب والحرب جمعت بينهم..! كان القدر دايما حلقة الوصل فيها


 من اول ماتخرجوا من الكلية الحربية وكانوا الاتنين ضمن قوات الجيش المصري الموجوده في السودان سنة ١٩٤١

وبعدين معركة الفالوجة في حرب فلسطين سنة ١٩٤٨ ،،

 

لحد تشكيل تنظيم الظباط الاحرار.. واللي كان فكرة عبد الناصر وساعدة فيها عبد الحكيم عامر بعلاقاته مع قيادات الجيش..


وده كان بسبب قرابته من وزير الدفاع الملكي محمد حيدر باشا اللي كان خاله..

 

 واستغلال عبد الناصر لعلاقات حكيم زي ماكان متعود يناديله .. خلت تنظيم الظباط الاحرار يتسع وينتشر بسرعة عشان يضم عدد كبير من الظباط اللي قدروا فيما بعد يحكموا سيطرتهم على النظام ويطيحوا بالملكية ويستولوا ع الحكم ..


حكيم كان دراع عبد الناصر اليمين اللي كان بيستخدمه في الشئون السياسية اللي صعب عليه يقوم بيها بنفسه


 زي ان هو مثلا اللي بلغ الفريق محمد نجيب بخبر عزله من منصبة كرئيس للجمهورية وده كان بأوامر من عبد الناصر نفسه.. فكان من الطبيعي ان عبد الناصر يكافئ عبد الحكيم عامر ع كل اللي قدمه من خدمات عشان الثورة تنجح..


 ودي كانت بداية استغلال النفوذ والوقوع في فخ الهيمنه ع مؤسسات الدولة...


فكان اول قرار ياخده عبد الناصر سنة ١٩٥٣ هو  ترقية عبد الحكيم عامر من رتبة رائد لرتبة لواء وتعيينه القائد العام للقوات المسلحة وهو عمره ٣٤ سنه بس


متجاهل كل الشروط والقوانين اللي بتمنع قرارة.. وبالمناسبة ده القرار اللي رفضة محمد نجيب وكان سبب الاطاحة بيه

 

 

 في السنة اللي بعدها اتعيين حكيم وزير للحربية وسنة ١٩٥٦ اتعيين حكيم نائب رئيس الجمهورية ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سنة ١٩٥٨ ونائب رئيس مجلس الوزراء سنة ١٩٦١..


علاقة عبد الناصر وحكيم موقفتش عند الشغل والسياسة لكن امتدت للمصاهرة والنسب فاتجوز حسين عبد الناصر اخو جمال عبد الناصر من امال بنت عبد الحكيم عامر


 ومش بس كده عبد الحكيم سمي ابنه جمال وعبد الناصر سمي ابنه حكيم ..


 وسنة ١٩٥٨ أصدر عبد الناصر قرار بترقية عبد الحكيم عامر من رتبة فريق لرتبة مشير وهي أعلى رتبة في العسكرية المصرية


 وفي خلال السنوات دي كان حكيم صنع لنفسة شعبية كبيرة بين قيادات الجيش وقدر بسلطاته يساعد العسكريين ع التغلغل في مؤسسات الدولة والاستيلاء ع خيوط السلطة..


وده خلي عبد الناصر يحرس منه ويبدأ يقلق ع سلطته كرئيس للجمهورية خصوصا بعد ماوصلتة معلومة بتأكد أن عبد الحكيم عامر ع علاقة مع ممثلة مشهورة وهي برلتني عبد الحميد وفي طريقة للجواز منها وده اللي كان رافضة عبد الناصر شكلا وموضوعا وكانت البداية لزيادة حدة الخلافات مابينهم خصوصا لما وصل لحكيم خبر ان عبد الناصر بيحاول يبعدة عن منصبة في الجيش


فقرر عبدالحكيم عامر انه ينقلب عليه سنة ١٩٦٢ وعمل خطة بالتعاون مع بعض قيادات الجيش من معاونيه في محاولة لسلب السلطة من عبد الناصر  بحجة الديمقراطية ودي الكلمة اللي كانت بتغيظ عبد الناصر (ع حد قول السادات في مذكراتة)..


 وبدأ يوزع استقالتة اللي بتهاجم عبد الناصر والثورة وبتطالب بعودة الحرية وعدم سيطرة الحزب الواحد ع الحكم وطبعا قبول الاستقالة كان هيحول عبد الحكيم عامر لبطل قومي وهيطلع عبد الناصر دكتاتور.. فكان الحل ان عبد الناصر يتراجع عن قرارة ويفضل عبدالحكيم عامر في منصبة في الجيش....


وووووكوووول الصراعات دي كان بتتزامن مع خساير سياسية مصرية بالجملة


منها.. الهزيمة العسكرية في حرب السويس وانفصال مصر وسوريا سنة ٦١ وخساير حرب اليمن سنة ١٩٦٢ وصولا لنكسة ٦٧ وسيطرة اليهود ع سينا..


ودي كانت الطامة الكبرى في علاقتهم اللي انقلبت لجحيم.. وكانت الكارت الأخضر لعبد الناصر في الاطاحة بصديق عمره اللي بيصارعه في حكمه ونفوذه وكان سبب رئيسي في وقوع البلد في هزيمة مدوية..

 

 فكان اول قرار ياخده عبد الناصر بعد الهزيمة هو استبعاد كل رجال عبد الحكيم عامر من مناصبهم ومحاكمتهم في تهم التجاوز  واستغلال السلطة في عملية عرفت بتعديل المسار،،،،،


وفي نفس الوقت امر باقالة عبد الحكيم عامر وتعيين الفريق محمد فوزي وزير للحربية والقائد الأعلى للقوات المسلحة.. لكن عبد الحكيم عامر فضل لآخر لحظة متمسك بالسلطة وده اللي خلاه يعلن العصيان ع قرار عبد الناصر ويعتصم داخل فيلتة مع مجموعة من كبار رجال الجيش لحين عودته لمنصبة وقال جملتة الشهيرة (طول ماعبد الناصر رئيس.. هفضل قائد عام للقوات المسلحة)..


 فامر عبد الناصر بوضع خطة محكمه وأطلق عليها العملية جونسون للقبض ع معاونية بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم وتحديد إقامتة في استراحة بالمريوطية ووضعه تحت الحراسة..


لحد مااصدرت إذاعة صوت العرب بيان يوم ١٥ يونيو ١٩٦٧ يفيد بوفاة المشير عبد الحكيم عامر بعد مااقدم ع الانتحار بابتلاع كمية كبيرة من المواد المخدرة وفشلت محاولات إسعافه..


 لكن في الجزئية دي انقسمت المعتقدات مابين انتحار المشير او اغتيالة


شهادة انصار عبد الناصر بتاكد انتحارة لكن المقربين من المشير بياكدوا انه اتقتل..


ورغم تقرير الطب الشرعي اللي بياكد وفاتة نتيجة ابتلاع مادة الاكونتين السامة الا ان برلنتي عبد الحميد زوجة المشير أكدت انهم دسه له السم بمباركة عبد الناصر وانه منتحرش زي ما قالوا .


 وان المسئولين عن قتلة هم سامي شرف مدير مكتب عبد الناصر وأمين هويدي رئيس المخابرات ومحمد حسنين هيكل الصحفي الموالي للسلطة ع حد تعبيرهم ومحمد فوزي وزير الدفاع - وشعراوي جمعه وزير الداخلية ..


 لكن في المقابل بتيجي شهادة امين هويدي رئيس المخابرات وقتها اللي قال فيها ان عبد الحكيم اقدم ع الانتحار اول مره لما راحوا عشان يقبضوا عليه وانه غافلهم ودخل عليه الحمام وخرج قالهم روحوا قولوا لعبد الناصر حكيم انتحر..


 لكن هما ادركوا الأمر بسرعة ونقلوه المستشفى  واسعفوه واكتشفوا انه بلع مادة الاكونتين اياها لكن كانت ممزوجه بالافيون..


وده اللي اكدوا سامي شرف وقال إن عبد الناصر سكت لما سمع خبر موت عبد الحكيم عامر وكلف النائب العام بالتحقيق في الموضوع..


أما شهادة السادات في مذكراتة كانت بتأكد جانب انتحار المشير وقال (في رأيي أن هذا هو أشجع وأنجح قرار اتخذه عبد الحكيم مدى حياته كلها... فقد حل بهذا القرار عدة مشاكل منها مشكلته مع البلد والأمة العربية وتحديد مسؤولية النكسة وأخيرا الوضع الشاذ مع جمال ومعنا جميعا )


ومع ذلك كان فيه اكتر من نقطة اثارت الشكوك في حادث وفاة المشير عبد الحكيم عامر منها


 ان جريدة الاهرام اللي بيرئسها محمد حسنين هيكل نشرت خبر انتحار عبد الحكيم عامر في الوقت اللي النائب العام مكانش لسه بدأ التحقيقات في القضية..


وشهادة ابنه جمال اللي قال إنهم رفضوا يسمحولهم بتغسيل الجثه او حتى رؤيتها وتمت مراسم الدفن في سرية تامة وأغلقوا قبرة وعينوا عليه حراسة لمدة ٣ شهور..


 وشهادة واحد من ظباط استراحة المريوطية اللي قال ان المشير أتعرض للتعذيب والضرب قبل موتة بسبب رفضة انه يكتب وثيقه بخط ايدة يدين فيها نفسه ع انه المتسبب الوحيد في نكسة ٦٧..

 

 واخيرا شهادة المشير عبد الحكيم عامر نفسه اللي دونها بخط ايده يوم ١٠ سبتمبر ١٩٦٧ ونشرتها مجلة لايف الأمريكية وقال فيها (انه فقد الثقة في جمال عبد الناصر ولم يعد في مأمن معه.. وانه اذا جائني الموت فسيكون الذي دبر قتلي هو جمال عبد الناصر.. الذي لايتورع الان عن أي شيء)


في الواقع ان المشير عبد الحكيم عامر حياتة انتهت فعليا بعد إدانة الرأي العام له بعد نكسة ٦٧ وتحملة مسئولية الهزيمة وسحب سلطاتة والحجر علية وادراكة انه معادش الفتى المدلل لعبد الناصر زي ماكان بيتقال عنه.


والواقع بردة ان سنوات الحب بين حكيم وجمال انتهت بعد وصولهم للسلطة وبدات سنوات الحرب والعداوة بين جمال عبد الناصر زعيم الأمة وصاحب الشعبية والجماهيرية الكبيرة وبين المشير عبد الحكيم عامر القائد العسكري وصاحب الحصانة اللي بيحمية ظباطة.. فاصبح  الوصول للسلطة والبقاء ع القمة هدف كلا منهم..


https://youtu.be/xpwpuRePIrI


 

ليست هناك تعليقات