قوة الإيجابية

لو انت تعرف قناة ناشونال جيوجرافيك فأكيد انت سمعت قبل كده عن برنامج ألعاب العقل "Brain games".

واحدة من حلقات البرنامج ده كانت بتتكلم عن قوة الإيجابية "The Power of Positivity" ، صُناع العمل جابوا واحدة من الشارع ملعبتش قبل كده سلّة نهائى وخلّوها تجرب تحُط الكُرة فى السلة ومنجحتش فى ولا تجربة من ال10 تجارب اللى سمحهولها بيها ، بعدين جابوا جمهور تبع البرنامج يقفوا فى الساحة وخلّوا الست تجرب تانى لكن وهى مغمّضة عنيها بقماشة ، وفى كل مرة رمت فيها الكورة كانوا بيشجعوها ويسقفولها وعاش وبتاع وواهمينها إنها قدرت تنزّل الكورة فى السلة رغم إن الكورة منزلتش فى ولا مرة من ال10 تجارب دول.

.

بعدين شالوا القماشة من ع عينها وخلّوها تجرب تانى ، وفى المرة دى مع التشجيع قدرت إنها تحُطّ الكورة فى السلة 4 مرات ، جرّبوا نفس الموضوع ده مع واحد بروفيشنال فى لعب كرة السلة لدرجة إنه اما لعب لوحده فى المرة الأولى حطّ الكورة فى السلة 9 مرات من 10 ، وكملوا نفس التجربة عليه مع اختلاف إن هنا الجمهور هيقعد يحبط فيه فى كل مرة هيلعب ، والنتيجة إنه منجحش فى ولا مرة يحُط الكورة فى السلة سواء وهو مغمّض عينة أو بعد ما شالوا القماشة وخلّوه يجرب تانى!

.

الحلقة دى بيّنت مدى أهمية التشجيع والإحباط وتأثيرهم على الواحد وعلى ثقته فى نفسه عشان كده لازم تختار دايرة معارفك اللى بتشاركهم أهدافك بعناية وتبعد عن الناس السلبية ولو مفيش حد يشجعك فشجّع نفسك وابعد عن جلد الذات ، فى الحقيقة إن أسلوب الإحباط اللى استخدموه فى الحلقة ده بيفكرنى بتعامل الأهالى والمدرسين مع الطفل اللى جاب درجات مش كويسة ، إنك تقلّل منه قدام زمايله سواء بالضرب أو بالتهزيق أو حتى بالمقارنة مع زمايله ده مش هيخلّى مستواه يتحسّن بالعكس ده هيخليه أسوأ ، جرّب تشجّعه مرة زىّ الطالب اللى جاب درجات كويسة وتديله نفس الاهتمام وشوف النتيجة ، المدرسين هنا فى مصر للأسف سبب رئيسى فى كُره ناس كتير فى التعليم وفشلهم فيه ، أتمنى الشباب والأجيال الجديدة من المدرسين يكونوا السبب فى تغيير نمط التدريس ده.