احذر من عدوك مره ومن صديقك الف مره دي الحكمه اللي توصلوا لها أجدادنا بعد سنين من التجارب والعشرة والعلاقات الإنسانية… وفي الواقع الحكمة دي اثبتت جدارتها ومدى صدقها مع الزمن ومع الحوادث والحكايات اللي بنسمعها يوم بعد يوم ..
وحكاية النهارده من مدينة طرابلس في لبنان وتحديدا منطقة أبي سمراء ،، عن جارتين عايشين في بناية أو (عمارة) واحدة نشأت بينهم علاقة صداقة وحب زادت ب العشرة والعيش والملح لحد مابقوا تقريبا اختين كل اسرارهم مع بعض و مبيفرقش بينهم غير حيطة واحدة ..
الجارتين هما المجني عليها ليلي الطوم والجانية ابتسام الكاشف واللي بتعتبر اقدم سجينة في سجون لبنان .. طب ايه الحكاية وايه اللي حصل؟؟ عكر صفو علاقتهم واتحولت لحادث بشع آثار استياء الرأي العام العربي ..
الحكاية بدأت سنة ١٩٩٧ لما اتعرفت ابتسام الكاشف ع صديقة جديدة واتقربوا من بعض وكانت بتجيلها البيت تزورها وتقعد معاها وبالتالي أصبحت الصديقة الجديدة صديقة مشتركة بين ابتسام وليلي باعتبار البيتين مفتوحين ع بعض ومفيش خصوصيات بينهم لدرجة ان ابتسام الكاشف بنفسها هي اللي عرفت جارتها ليلي ع صديقتها الجديدة .. لكن فجأه بدأت تحصل مشاكل بين ابتسام وزوجها وبدأ يحصل بينهم خلافات وخناقات وصلت لحد الإهانة والضرب وبسبب حب وتعلق ابتسام ( المريض) بزوجها كانت بتتحمل وتكتفي انها تشتكي وتفضفض لجارتها ليلى ..
لكن الأمر مستمرش كتير لحد ما اكتشفت ابتسام ان زوجها بيخونها مع صديقتها الجديدة اللي فتحت لها بيتها وبيت جارتها وأنه ع علاقة بيها .. وطبعا جن جنون ابتسام اللي كانت بالفعل بتعاني من حالة من الهذيان الدماغي من قبل واتصورت في خيالها أن سبب العلاقة اللي نشأت بين زوجها وصديقتها الجديدة هو جارتها ليلي وان هي اللي قربتهم من بعض وزي ما بيقولوا كده بالمصري .. خلتلهم الجو ..
وهنا قررت ابتسام الكاشف تضرب بالعشرة والعيش والملح عرض الحائط !! وتنتقم !!؟
كانت ليلي الطوم الجارة والصديقة البريئة من تصورات صديقتها ابتسام متزوجه وعندها ٣ اولاد اصغرهم عنده سنتين واسمه سامر .. سامر كان قاعد في صالة البيت بيلعب لما لمحتة ابتسام وهي في بيت ليلي كعادتها وفي لحظة وقف فيها الزمن شالته وراحت بيه لبلكونة البيت اللي في الدور الخامس ورمتة ورجعت لليلي تقولها خلاص رمتلك سامر ؟!!
وطبقا لاقوال ليلي الطوم في التحقيقات انها مصدقتش صاحبتها ابتسام في الاول وتخيلت انها بتهزر او مش في وعيها لحد متأكدت وطلعت تجري ع البلكونة تشوف ابنها لكن من هول الصدمة ماقدرتش تشوفه وكأن عيونها أصابها العمي !!
تم القبض ع ابتسام الكاشف واتحكم عليها بالإعدام تلبية لرغبتها بعد اعترافها واكتشافها انها أخطأت في حق جارتها ليلي .. لكن تم ايقاف التنفيذ فيما بعد واتحكم عليها بالسجن المؤبد ٢٥ سنة بسجن القبة بمدينة طرابلس وقضت ابتسام ٢٣ سنة من المده داخل الغرفة ٤٤ ما بين اليأس والندم والحزن والوحدة واسرار اللحظات الأخيرة قبل جريمتها وصورة الطفل سامر اللي مفارقتش خيالها .. وظلت سنوات تطلب العفو من جارتها ليلي وتتمنى انها تشوفها ولو لمره واحدة وتطلب منها السماح .. وبالفعل تواصلت أحد البرامج اللبنانية مع المجني عليها ليلي الطوم وطلبوا منها تلبي الرجاء الاخير لجارتها ابتسام وتزورها في السجن وبالفعل تم اللقاء بينهم اللي أتصور واتذاع ع إحدى الفضائيات اللبنانية واللي قالت فيه ليلي الطوم انها بالفعل سامحت جارتها وصديقتها ابتسام من بعد الحادث مباشرة وأنها اعتبرت اللي حصل قضاء الله ورغم محاولات ابتسام استعطاف ليلي والركوع عالارض وتقبيل قدميها إلا ان ليلى رفضت بشدة وساعدتها ع الوقوف وحاولت تهديها وتأكد لها انها مسامحها وأن الأسرة كلها سامحوها وفضلت تزورها لفترة داخل السجن …
والمفاجأة الكبيرة ان ليلي بعد الزيارة أرسلت لقاضي العقوبات تطلب منه العفو والإفراج عن صديقتها ابتسام ملحق بالطلب إقرار بإسقاط حق الأسرة الشخصي في القضية .. وبالفعل تم الإفراج عن أقدم سجينة لبنانية في سجون لبنان بعد قضاء مدة عقوبة جنائية دامت منذ عام ١٩٩٧ وحتي عام ٢٠٢٠ .. في قضية رأي عام اشبة في توصيفها بدرس وعظه في القدرة ع العفو والسماح ..
واخيرا لو كنت عزيزي المتابع مكان الام ليلي التوم .. هل كنت ستسامح في حق ابنك وتطلب العفو لقاتلة ؟
ولو تبدلت المقاعد وأصبحت ابتسام هي المجني عليها .. هل تعتقد ان يكون للعفو مكان في قلبها وتسامح ليلي ع جرمها ؟؟!
التعليقات على الموضوع