واحده من أغرب قصص الغموض في مصر
اختفاء الصحفي رضا هلال
اللي تبخر في ٩٠ ثانيه.. وكأنه فص ملح وداب
٢٠ عام ولازال سر اختفاؤه لغز يحير الجميع
الحكايه بدأت يوم ١٢ أغسطس سنة ٢٠٠٣ لما ركب الصحفي رضا هلال نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام عربيته الساعه ٢ الضهر من امام مبنى الجريده بعد ماخلص شغله زي عادته كل يوم واول ماوصل بيته في حي المنيره وقبل مايطلب الاسانسير اتصل يطلب غدا من احد المطاعم وبعدها... ركب الاسانسير وفجأه.. اختفى؟!
طب اختفى ازاي وامتى؟ ومين المسؤل عن اختفائه؟
دي الأسأله اللي بقالها ٢٠ سنه بتدور في اذهان كل اللي كان ع صله بالصحفي المعروف رضا هلال
وكل الشواهد كانت بتقول وقتها ان حادثة الاختفاء اتنفذت بحرفيه شديده رغم أنها كانت في عز الضهر وفي قلب العاصمه!
الحكايه بدأت لما
وصل عامل الدليفري لبيت رضا هلال وفضل يخبط لكن محدش فتحله..وهنا بدأ خبر اختفائه ينتشر ووصل لحد اروقة جريدة الاهرام وبالفعل اتصل زملاءه باخوه عبد الرحمن اللي وصل لبيته بسرعه واستغرب لما لقي ان الباب مقفول بالقفل الخارجي.. رغم يقينه بتواجد اخوه في بيته وعدم سفره.. لكن لحسن الحظ انه كان معاه نسخه احتياطي فتح بيها الباب ودخل وفضل يدور عليه لكن مالقاهوش وبدا يحس بخوف وريبه وبعد محاولات من البحث والاتصال بدون فايده أتقدم ببلاغ رسمي للجهات المعنيه للبحث عن شقيقه
بدأت السلطات في مصر تاخد أول خطواتها في البحث عن المفقود وراحت لبيته لكن بالبحث مالقوش اي حاجه تلفت الانتباه او تثير الشكوك بالعكس كل شيئ طبيعي وفي مكانه بأستثناء رسالتين معلقتين ع جهاز الأنسر ماشين لسيده بتقول في واحده منهم انت فين ياريت تفتح تليفونك؟ عايزه اتكلم معاك..
اما الرساله التانيه واللي كانت مليانه بالغموض قالت فيها ليه بتعمل كل ده؟! انا مع مبارك وعيلته.. مش دي الطريقه ولا ده الأسلوب.. عموما كل سنه وانت طيب.. وعيد مبارك؟؟
الغريب في الرساله ان وقتها مكانش بيتذامن مع اي إعياد او مناسبات وطنيه او دينيه او حتى شخصيه
والاغرب ان الجهات الامنيه وقتها تجاهلت الرسايل دي تماما وركزت دايرة البحث في المعارف والمقربين لدرجة انها استجوبت اكتر من ٢٠٠٠ شخص بدون نتيجه
وبعد اقل من شهرين حفظت جهات التحقيق القضيه!!
وده آثار غضب المعارضه وسخط الوسط الصحفي في مصر.. ازاي القضيه تتقفل بالسرعه دي ومن غير الوصول لأي نتايج؟! خاصة وان المختطف شخص معروف وذو مكانه..
لحد ما رجعت الرسايل التليفونيه من جديد تلعب دور مهم في القضيه.. لما استقبل عبد الرحمن هلال مكالمات تليفونيه من مجهول بتاكد ان اخوه رضا لسه عايش وموجود في سجن برج العرب تحت اسم مستعار .. فاينبض الأمل من جديد في قلب الاسره المكلومه وتبدأ عمليات بحث جديده في المستشفيات والسجون.. لكن المره دي بشكل غير رسمي خاصة بعد رفض السلطات اعتماد المكالمات دي كدليل لاعادة فتح القضيه وده اللي خلي اسامه هلال الشقيق الثاني لرضا يطالب الجهات المعنيه بمنحهم شهاده سلبيه او ايجابيه تفيد بأن كان رضا هلال محتجز لديها او غير محتجز بالبلدي كده كان قاصد يحطهم في خانة اليك.
.. بس طلبه اترفض بشكل غير مبرر.. لكن الاسره مايئستش من المحاولات واتقدمت تاني ببلاغ رسمي لاعادة فتح التحقيق بعد الوصول لمفاجأه جديده وهي ان عندهم شك في ان صوت السيده اللي كان موجود ع جهاز الانسر ماشيين هو صوت الصحفيه الهام شرشر زوجة حبيب العادلي وزير الداخليه! ورغم تجاهل جهات التحقيق لمضمون البلاغ الا انها اقرت بعد البحث بعدم وجود الصحفي رضا هلال في سجن برج العرب او غيره من السجون..
وبرده الموضوع متقفلش لحد هنا.. لان بعد ثورة يناير وسقوط مبارك وادانة النظام في قضايا اختفاء قصري واختطاف واحتجاز وتعذيب وغيره.. لجأت أسرة الصحفي رضا هلال للنائب العام لاعادة فتح القضيه وتم طلب رسمي لاستجواب الهام شرشر زوجة حبيب العادلي خاصة بعد شهادة احد الصحفيين بجريدة الاهرام بوقوع مشاده كلاميه بين رضا هلال والهام شرشر زوجة حبيب العادلي في كافتريا الاهرام بسبب حصول رضا ع مستندات تدين العادلي في قضايا غسيل أموال وده اللي نفته الهام شرشر أثناء استجواب ها ونفت ايضا اي صله ليها برضا هلال او بحادثة اختفاؤه بالرغم من استدعاء خبير أصوات من مبنى الاذاعه والتليفزيون أفاد بأن الصوت اللي كان موجود في رسايل الانسر ماشيين مطابقه تماما لصوت الصحفيه الهام شرشر لكن ده مكانش دليل كافي لادانتها..
وبالرغم من مرور سنوات طويله ع واحده من أغرب حوادث الاختطاف في مصر الا ان كان هناك عدة سيناريوهات تم طرحها اعلاميا في محاوله لفك اللغز..
منها مثلا .. إن رضا هلال تم اختطافه وافقاده الوعي من منظمه سياسيه سريه مكونه من مجموعة ظباط كانت تعمل لحساب حبيب العادلي ولكن بشكل غير رسمي وتم نقله الي مقر المنظمه في جابر بن حيان واتكتف وتعرض لعنف ومن ثم القتل باذابة جسمه في الجير الحي وده حصل كنوع من الانتقام بسبب قصة حب قديمه جمعته بالهام شرشر ايام الزماله والعمل في جريدة الاهرام .
. وفي روايه أخرى يقال ان رضا هلال كان من المعارضين لموضوع التوريث وانه كتب مقال قال فيه ان جمال مبارك مينفعش يحكم مصر هو بالكتير ينفع يكون مدير بنك! وده اغضب السلطه في مصر اللي قررت تعاقبه بالخطف والتنكيل بيه ووضعه بعد ذلك في مستشفى الأمراض العقليه بالعباسيه في قسم الحالات الخطره تحت اسم أحمد محمد محمود
حكايات واقوال وشهادات وتكهنات جميعها بلا ادله خلقت حاله من الجدل وعلامات الاستفهام لا تنتهي رغم مرور ٢٠ عام لكن حكاية الصحفي اللي تبدد في وضح النهار مازالت بلا خاتمه تشفي الصدور وتريح العقول.
التعليقات على الموضوع